يقيس "مُؤشر العلاقات العسكرية المدنية في الدول العربية" الكفاءة النسبية لهذه العلاقات. تُعرَّف الكفاءة هنا على أنها قدرة الجهات المدنية والعسكرية على التفاوض وصياغة وتنسيق السياسات في مجال الدفاع الوطني، بطُرقٍ تُعزّز الحوكمة لقطاع الدفاع وتُعزّز الكفاءات الأساسية للدولة وتدعم بناء الوطن.
يشمل المُؤشر خمسة محاور، يضمّ كل منها مجموعة من الأسئلة الرئيسة والمقاييس. وتُوضِحُ التبريرات النوعية صلة كل محور وسؤال رئيس بقياس كفاءة العلاقات العسكرية المدنية. لقد تمّ تصميم المُؤشر على شكل مجموعة من الأسئلة، لكي يتسنّى للخبراء الإجابة على كل مقياس حسب نقاط تقييم مُحدّدة.
إن العلاقات الفعّالة بين السلطات العسكرية والمدنية مُستقرّة ويمكن التنبّؤُ بها، تُنظّمها قوانين وأحكامٌ دستورية، وتُدار بواسطةِ آليّاتٍ مؤسساتيةٍ واضحةٍ، كما هو الحال مع هيئات الدولة الأخرى. وتصبح العلاقات العسكرية المدنية أقلّ كفاءة إذا أصبحت المؤسسة العسكرية طرفًا مستقلًّا ضمن النظام السياسي، أو عندما تستخدم الجهات الحكومية أو غير الحكومية المؤسسة العسكرية كأداة سياسية. وتتمتّع القوّات المسلّحة الحديثة بدرجة من الاستقلالية في نطاق صلاحيّاتها المهنية، طالما أنها تعمل في إطار السياسة التي تضعها السلطات الحاكمة المشروعة وتحت إشراف الهيئات المدنية المؤهلة.
تستند كفاءة العلاقات العسكرية المدنية إلى تحديد واضح للأدوار فيما يخص تعيين مهام القوّات المسلّحة الوطنية، ما يثنيها عن رفض سلطة الحكومة أو الاستيلاء على السلطة. ومن المُرجّح أن تجمع هذه الأدوار بين العناصر الرسمية وغير الرسمية بطرق تحقق الكفاءة طالما أن الأدوار المدنية والعسكرية واضحةٌ. ويجب أن تعمل العلاقة العسكرية المدنية بطريقة مُماثلة لتلك التي بين الحكومة وجميع هيئات الدولة الأخرى.
إلى أي مدى ترتكز التعيينات العسكرية العُليا على عوامل سياسية بدلًا من الكفاءة المهنية؟
قد يكون للقوّات المسلّحة مُهمّة ثانوية رسمية تتمثّل في الحفاظ على النظام العام في الظروف الاستثنائية. يجب أن يُنظم ذلك بموجب صلاحيات قانونية وقواعد عمل واضحة من أجل ضمان كفاءة العلاقات العسكرية المدنية. ويجب أن تكون هذه المهام محدودة النطاق والمدّة لتجنب تدهور الجاهزية القتالية للقوّات المسلّحة وتوجيهها ومعنوياتها.
أدوار واضحة ومُميّزة للغاية، ما يؤدي إلى أداء فعّال.